الكثير من الناس يبحثون عن المعنى الحقيقي للسعادة غير مدركين انه لابد في البداية من التعرف على سبل السعادة في الحياة ولماذا نفتقدها في حياتنا ؟
واعتقد انه لا توجد سعادة في هذه الحياة توازي سعادة الفرد بأولاده والاسرة التي يعيش معها وينتمي اليها فمن كان في اسرة سعيد وهانئ البال عاش مع الناس سعيدا مرتاح البال , لذلك فغالبا نرجع اي مشكلة اجتماعية تحدث للافراد في المجتمع الى الاسرة , فأي انحراف خلقي يرجع الى الاسرة واي تقصير في التربية يرجع الى الاسرة على الرغم ان الاسرة ليست المسؤول الوحيد عن تربية الابناء , فهناك العديد من المؤسسات التي تؤثر على تربية الابناء وبالتالي تشارك الاسرة في المسؤولية فالمدرسة مثلا تساهم مع الاسرة في تربية الابناء بأعتبارها اول مكان يلجأ الية الطفل ويعطيه المفاهيم والخبرات الحياتية , كما تشارك وسائل الاعلام خاصة وسائل الاعلام المرئية الاسرة في تربية الابناء وقد اصبح لها مؤخرا تأثيرا كبيرا قد يوازي في بعض الاحيان تأثير الاسرة , وقد نرى ايضا ان جماعة الرفاق تشارك الاسرة ايضا وتؤثر على تربية الابناء , وبرغم مساهمة كل هذه المؤسسات ومشاركتها الاسرة في التأثير على تربية الابناء تظل الاسرة هي المسؤولة الاولى عن تربية الابناء , فالاسرة هي المؤسسة الوحيدة التي تستطيع التاثير بأيجابية او سلبية على الابناء , وقد اثبتت التجارب العملية ذلك , فعندما تنازلت الاسرة عن دورها في تربية وتنشئة الابناء للمدرسة على اعتبار انها احدى مؤسسات التربية والتنشئة الاجتماعية وجدنا تدهور زائد في اخلاقيات الابناء وقد انطبق ذلك ايضا على جماعة الرفاق وكل المؤسسات التي تعنى بتنشئة الابناء , وبالتالي عادت الاسرة لمكانتها التي افتقدتها لفترة من الزمن وكونها الموجه والمرشد الاول للابناء , لذلك نلقىي الضوء على بعض مشاكل الاسرة التي لها تاثير بالغ على تربية الابناء .
- مشكلة التفكك الاسرى:
من اكثر المشكلات الاسرية التي لها تأثير بالغ الاهمية على تربية الابناء هي عدم توافق الاباء وعدم الاتفاق على طريقة واحدة في التربية مما يؤدي الى حدوث فجوة بين اعضاء الاسرة بالتالي التفكك الاسري فكل طرف في واد مختلف عن الاخر والابناء هم الضحايا فى الاسرة .
- مشكلة مبالغة الاسرة في رعاية الابناء:
هناك مفهوم خاطئ في معظم الاسر وهو ان اهمال الابناء داخل الاسرة فقط هو ما يؤدي الى التنشئة غيرالسوية للابناء , فقد تكون الرعاية الزائدة من قبل الاسرة للابناء عائقا ومشكلة كبيرة لها نفس التأثير على الابناء , فمبالغة الاسرة في رعاية الابناء والخوف الزائد عليهم قد يؤدي الى تنشئة طفل اعتمادي غير قادر على تحمل المسؤولية.
- مشاكل الاسرة الاقتصادية:
تعد المشاكل الاقتصادية في الاسرة هي المشكلة الازلية التي تهدد كيان الاسرة وبالتالي تهدد كيان الابناء وتنشئتهم تنشئة قويمة , والمقصود بالمشاكل الاقتصادية للاسرة ليس فقط نقص موارد الاسرة الاقتصادية فتوابع المشاكل الاقتصادية في الاسرة من شجار وخلافات وعدم احترام بين الاباء وحدوث طلاق في بعض الاحيان هو ما يؤثر تاثيرا بالغا على تربية الابناء وقد يكون في بعض الحالات اكثر تاثيرا من المشكلات الاقتصادية نفسها.
- مشكلة اغفال الاسرة لامكانيات الابناء:
الاسرة السوية التي تعمل على تنشئة جيل صالح للمجتمع هي الاسرة التي تحترم امكانيات ابنائها وتعمل على تدعيمها فقد نرى اسرة تكلف ابنائها بمهام واهداف لا يقدرون الابناء القيام بها لانها لا تتناسب مع امكانياتهم وقدراتهم وهذا بالتالي كفيل بتنشة ابناء ليست لديهم القدرة على التعبير عن انفسهم والتعرف على امكانياتهم الحقيقية واستغلالها , لذلك كان يجب على الاسرة تدعيم امكانيات وقدرات الابناء المتاحة وعدم تكليفهم ما لا طاقة لهم به.
