أصدر المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية بياناً عدَّد فيه حصاد الدار في عام 2011، وذلك أثناء الاحتفال الذي أقامته صباح الخميس بحضوره فضيلة مفتي الجمهورية أ.د. علي جمعة.
وذكر البيان أن أكثر من ٤٠٠٠٠٠ فتوى أصدرتها الدار في عام 2011، تتنوع بين الشفوية، والهاتفية، وفتاوى عن طريق الإنترنت، والفتاوى المكتوبة، مشيرة إلى أنها شملت مناحي متعددة سياسية واجتماعية وغيرها.
كما عدد البيان بعض من إصدارات الدار التي تمت في هذا العام، ومنها الأعداد السادس والسابع والثامن من المجلة التي تصدرها الدار، وكذا كتاب الحج والعمرة، وكتاب أحكام الصيام، وكتاب البابية والإسلام لفضيلة الإمام الأكبر عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر، وهو الترجمة الدقيقة لرسالة "الدكتوراة" التي تقدم بها رحمه الله إلى جامعة باريس.
وأكد المركز في بيانه أن تنوع أنشطة الدار وفضيلة المفتي كان محط أنظار وسائل الإعلام، والتي نشرت ما يقارب الأربعة عشر ألف تغطية صحفية ما بين الخبر والتقرير والمتابعة، وذلك من 1/1/2011، حتى صباح 28/12/2011.
وذكر البيان أن عدد قضايا الإعدام التي أحيلت لدار الإفتاء بلغ نحو 145 قضية، ما بين سرقة واغتصاب وثأر وجلب مخدرات، قبلت منها الدار 136، ورفضت تسع قضايا.
وفي كلمته أكد فضيلة مفتي الجمهورية إدراك دار الإفتاء لدور وسائل الإعلام في توجيه الرأي العام، مشيرا إلى ضرورة التواصل المستمر كي تعبر مصر هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها.
وأوضح أن الدار تقدم تقريرها السنوي إيمانا منها بأن الإعلام هو المرآة التي تعكس هذا الجهد، على أن يكون محل تقييم وتقويم، لتستمر مسيرة العطاء والتطوير التي انتهجتها الدار.
وقد أشار البيان إلى بعض أنشطة الدار من خلال المؤتمرات والفعاليات التي اشتركت بها، سواء في الداخل أم في الخارج، وكذا الوفود الذين تم استقبالهم.
كما ذكر التقرير عددا من الجوائز والإشادات العالمية التي منحتها جهات دولية لدار الإفتاء ولفضيلة مفتي الجمهورية وبعض رموز الدار، ومنها درجة الدكتوراة في الآداب الإنسانية والتي منحتها جامعة ليفربول البريطانية لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية؛ تقديرًا لجهوده في نشر التسامح بين الأديان على مستوى العالم.
كذلك فقد اختار مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون الأمريكية والمركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية بالأردن، فضيلة المفتي ليحتل المرتبة الثانية عشرة بين أفضل 500 شخصية مؤثرة في العالم حسب دراسة معتمدة يجريها المركز سنويا.
ولفت التقرير كذلك إلى جائزة دولية منحتها مؤسسة ميديا تينور الدولية بسويسرا لدار الإفتاء المصرية، معتبرة الدار في قائمة المؤسسات الدولية الأكثر تأثيراً في العالم في بناء الجسور بين الثقافات، وتعتبر الدار أول مؤسسة إسلامية في العالم تحصل على هذه الجائزة.
ويأتي ايضا انضمام دار الإفتاء المصرية إلى مبادرة "أكاديمك إمباكت" للأمم المتحدة لتصبح بذلك أول مؤسسة إسلامية على مستوى العالم تحصل على هذه العضوية، اعترافا بجهود دار الإفتاء المصرية في مجالات الفتوى والتواصل بين الحضارات والثقافات عن طريق موقع يبث محتواه بتسع لغات، إضافة إلى أنشطة فضيلة المفتي ومقالاته وتأثيره العالمي.
وفي السياق ذاته أشار التقرير إلى حصول الدكتور إبراهيم نجم مستشار المفتى كأفضل قيادة دينية غيرت صورة الإسلام بأمريكا، وذلك من خلال نجاحه في التواصل مع الهيئات والمؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في نيويورك مما أثر في تغيير الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين والتي صاحبت أحداث 11 سبتمبر 2001 بشكل كبير.
وأكد البيان على خطة طموحة تعتزم دار الإفتاء المصرية العمل عليها خلال عام 2011، مؤكدة أن مفردات هذه الخطة تتنوع ما بين العلمي والإعلامي والمجتمعي.
وفي السياق نفسه يعتزم مركز التدريب العمل على مشروع لتدريب الصحفيين العاملين في الشأن الديني في محاولة لتقريب المفاهيم الدينية والشرعية وفك شفرتها للصحفيين العاملين بهذا المجال.
وعلى المستوى الفقهي تخطط الدار لمؤتمر عالمي عن قضايا الإفتاء المستجدة، ومنها ما يتعلق بالفقه السياسي وفقه الأقليات وفقه المرأة وغيرها من القضايا التي تمس واقع الأمة.
وفي السياق الفقهي أيضا تحاول الدار إطلاق مبادرة دار الإفتاء العالمية تهدف من خلالها إلى توحيد الرؤى الإفتائية في العالم في القضايا المشتركة، وتبادل القضايا والأبحاث عن طريق مفتين عالميين مشهود لهم بالعلم.
وعلى المستوى الاجتماعي تطلق الدار في عام 2012 حزمة من المبادرات التي تتعلق بالهموم الحياتية، كفض المنازعات، والإرشاد الأسري وغيرها من الأمور التي تتعلق بمفردات حياة الناس ، وكذلك مشروع التعليم عن بُعد تحاول الدار من خلاله الإسهام في هذا المجال الحيوي، وأكد البيان أن الدار اتخذت في هذا المشروع مجموعة من الإجراءات وجارٍ التنسيق بشأن استقبال الطلاب في عام 2012.